رفقاً بالقوارير !

Friday, May 25, 2007

.

حلقة الجمعة السابقة من برنامج "آدم" على قناة ال أم بي سي كانت تناقش قضية أظنها جديرة بأن تُثار لكنّي سأتناولها من منظور مختلف بعض الشئ ولنبدأ بالقضيّة المُثارة.
.

"تعليم المرأة بين تمضية الوقت و العثور على زوج المستقبل" ، حيث بدأ مقدمي البرنامج حديثهم بأن الرجال لديهم قناعة بأن المرأة لا تسعى للتعليم إلا لهذين الغرضين فحسب ، إما لتمضية و إضاعة الوقت ، أو لأن خروجها و اختلاطها بالآخرين وسيلة جيدة للعثور على زوج المستقبل . بالطبع لديّ تحفّظات عديدة على تلك القناعة ، بفرض أولاً أن المرأة تخرج للتعليم - بغض النظر عن العمل - لأجل فقط تمضية الوقت ، أوليس هذا أفضل من أن تمضيه في مالا يفيد ؟
.

تعليم المرأة بالأساس - و أكرر بغض النظر عن العمل - يصُب في مصلحة من أولاً و أخيراً ؟ أوليس في مصلحة أسرتها و مملكتها الخاصة ؟ لا شك أن امرأة مثقفة متعلمة ستكون أكثر قدرة على تنشئة جيل واعي قادر على التعايش و مسايرة مجريات العصر ، ولا شك أن أكثر عبء التربية و التنشئة يقع على عاتق المرأة أفلا يجب أن تكون أهلاً لهذا ؟ أعتقد أن الرجل يجب أن يكون هو أول مؤيدي تعليم وتثقيف المرأة . والمشكلة أن هذا المبدأ سائد بالفعل و سمعته من الكثيرين ...
.

قد تتخّذن بعض الفتيات من خروجهم للتعليم أو العمل وسيلة للبحث عن زوج المستقبل ، أو يعتبرنه وسيلة للتسلية و الخروج و الفُسح ، لكن لا يجب أن تكون هذه هي القناعة و السمة العامة لدى الجميع ، وبالمناسبة لست من المدافعي عن حقوق المرأة أو المطالبي بمساواتها بالرجل ، لكن فقط أتحدّث عن مبدأ ستصب نتائجة بالأساس في مصلحة الأسرة أولاً و المجتمع ثانياً ، المرأة يجب أن تتعلم العلوم الدنيوية و العلوم الشرعية و ليس هناك أبلغ ولا أدلّ من قول أمير الشعراء "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق" ودفاعي عن هذا الحق لا يعني بالضرورة دفاعي عن عمل المرأة كذلك ، نحن نتحدث عن التعليم دون عمل ، لأنني بالمقابل لست من مؤيدي عمل المرأة ،أو لنقل أنني أؤيده في حالات خاصه جداً .
.

الرسول عليه الصلاة والسلام يقول "رفقاً بالقوارير " و القارورة آنية زجاجية سهلة الكسر ، وتشبيهه صلى الله عليه وسلم النساء بالقوارير دليل على رقة المرأة وسهولة تأثّرها و التأثير فيها ، لذلك خروجها للعمل و مخالطة الرجال سيعرضها لأمور لا يجب أن تتعرض لها ، وسنجد المرأة الخجولة الحيّية تتوارى بعضاً من صفاتها تلك لتصبح أكثر جراءة و إقدام لتتمكن من التعامل و التعايش بين جنبات المجتمع ، وأجمل ما بالمرأة حيائها وخجلها إذا فقدتهم ماذا سيتبقّى لها ؟ أوليس أولى بالمرأة في تلك الحالة أن تُصان بمنزلها ؟ أن نُجنبها "الكسر" ؟
.

في المسلسلات التي تتناول فترة تاريخية قديمة في تاريخ مصر ، مسلسلات قاسم أمين و صفية زغلول ، كانت بنات العائلات الراقية تتعلمن بالمنزل ، يُجلب لهن مُدرس في الموسيقى مثلاً و اللغة الفرنسية ، لتكون الفتاة جديرة بأن تكون من فتيات العائلات الراقية المثقفة ، أتذكر هذا و أتساءل لماذا لا تتعلم المرأة كل العلوم التي يجب أن تكون على دراية بها بتلك الطريقة ؟ إن هذا لم يكن ابداً بتقليل من شأن المرأة و إنتقاص من حقها بالعكس ، كان نوعاً من التقدير و إعلاء لشأنها ، سيخرج الولد للتعليم أما الفتاة فسنجلب لها المعلمين بالمنزل ، أوليس هذا أدعى لإثارة حقد الرجال على المرأة و سيطلبوا الحق لحظتها في مساواتهم بالمرأة
.

قد تكون الفكرة بعيدة عن واقعية هذا العصر وغير ممكنة التطبيق ، لكنّها ليست بالسيئة أبداً في ظل مجتمع تتهاوى قيمه ومبادئه تباعاً ليصبح كل مابه ممسوخ فاقد الهوّية
....

2 comments:

الطائر الحزين said...

السلام عليكم
ازاى محدش علق على التدوينة دى

هناك اشياء لا علاقة لها ببعضها ونصر أن نربطها ببعض
التعليم والعمل التعليم شىء وكونك تعمل بما تعلمته شىء اخر
العلم للعلم ولنشر الحق والخير والجمال واعمل بعدها ما يناسبك
الثقافة والتعليم ما يريد ان يتثقف ليس شرطا ان يكون من رواد الجامعات لكن مهم العزيمة والرغبة الصادقة وبعد من ارادة التحدى
أما بخصوص ما أثرتية فى اخر التدوينة اصبح دربا من الخيال لان المفروض ان الجامعات والتعليم عندما فتح للمرأة والرجل بعد المجانية لغى هذا المفهوم وتدع فرصة للفقراء ان يتعلمن وينلن المناصب من باب المساوة والكفاءة هى الحكم فى الافضيلة لكن ما تفضلتى به سيجعل التعليم قصرا على فئة معينة
على فكرة اسر كثيييييييييييير ليس عندها مكان اصلا يصلح لاستضافة احد
تدوينة جميلة
تحياتى

La RoSe said...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الطائر الحزين

العلم للعلم ولنشر الحق والخير والجمال واعمل بعدها ما يناسبك
الثقافة والتعليم ما يريد ان يتثقف ليس شرطا ان يكون من رواد الجامعات لكن مهم العزيمة والرغبة الصادقة وبعد من ارادة التحدى


كلامك سليم تماماً ، خصوصاً في ظلّ غياب "الثقافة" على الرغم من ارتفاع نسب المتعلمين ، أو اقتصارها على ثقافات من نوع واحد "ثقافة الفن و الفنانين " أو "ثقافة الرياضة ونجوم الكورة" - على الرغم من إهتمامي بالأخيرة:) - فأنا لا أعترض عليهم كنوع من الثقافة، لكن لا يجب أن تكون الثقافة أحادية الجانب ..

للأسف تلك هي الثقافات المنتشرة حالياً والبعيدة تماماً عن الثقافات المعنيّة والتي تبني شخصيةَ الفرد وتشكّل وجدانه ..

أما بخصوص ما أثرتية فى اخر التدوينة اصبح دربا من الخيال لان المفروض ان الجامعات والتعليم عندما فتح للمرأة والرجل بعد المجانية لغى هذا المفهوم وتدع فرصة للفقراء ان يتعلمن وينلن المناصب من باب المساوة والكفاءة هى الحكم فى الافضيلة لكن ما تفضلتى به سيجعل التعليم قصرا على فئة معينة

بالتأكيد هي درباً من الخيال ،
لكن لابأس من بعض الخيال :)

تحياتي لك