آخر الزمان !

Friday, June 1, 2007


.

يبدو أننا حقاً في آخر الزمان ، بالرغم من أنني أرى نفس المشاهد كل يوم إلا أنني بمرآها لا أستطع منع نفسي من الإندهاش خاصةً و أنها باتت شديدة الإنتشار، لا أعلم حقيقةً ما الذي تفعلنه الفتيات بالظبط ، وإلى أيّ حدّ سيصلن ، بعد أن كانت الفتاة تتوارى خجلاً إذا ماكانت على علاقة بأي شاب ... تحاول جهدها إخفاء الأمر عن عيون المحيطين ، أصبحت لا تجد حرجاً في إبراز علاقاتها دون خجلٍ أو حياء ، محاولاتها لمداراة الأمر كانت تدل على علمها و يقينها من أنها على خطأ ، لكن غياب حرصها على هذا بات يدلّ على أنها ماعادت تبالي أو أنها ماعادت تجده بالأمرٍ الخاطئ ، والمشكلة أن المجتمع يتقبّل كل هذا ولا نستمع سوى للإنتقادات فحسب دون أدنى محاولة للتغيير
.
و ليس هذا فحسب ، بل جرب قليلاً السير على الكورنيش في أي وقت سواء في وضح النهار أو في عتمة الليل ، وستشعر بإشمئزاز لا حدّ له مما تشاهده من مناظر تخجل أنت نفسك من النظر إليها ، أحضان وقبلات و ضحكات ولمسات ، وأفعال غاية في الحقارة لا أجد فعلاً كلماتٍ لوصفها ، و كل هذا في أي وقت و أي مكان و أمام الناس عادي ، لاتشعرن بالخجل و لاتخشين حتى من الفضائح ، بلاااش ، ادخل الحرم الجامعي...

لم يصبح حرماً جامعياً بل أصبح" ملهاً جامعياً" ، يُمارس فيه أي شئ و كل شئ ..

ناهيك قطعاً عن ملابس الفتيات المحجبات منهن و غير المحجبات ، طيب غير المحجبات سندعو لهن بالهداية ، لكن المحجبات ماذا نفعل لهن ؟ لو أن الحجاب بالطريقة التي يرتدونه بها ، فلا نريده ،
.
الفتاة ترتدي "جيب" قصير يادوبك تحت الركبة بسنتيمرات ، و "السابو" المكشوف و "البادي" التوب و الحجاب فوق رأسها ؟
أو البنطلون الجينز "المتسقط" و البادي "الكات" أو "النص كم" و تحته بادي "كارينا" شديييييييييييييييد الضيق
.
وإذا ما أرادت الواحدة منهن أن تبدو أكثر حشمة ،ترتدي فستان"شيفون" قصير يكشف أكثر ما يُخفي ،
.
واسمهن في النهاية محجبات ، حتى من يرتدين "الإسدال" و الذي انتشر منذ فترة ليست بالبعيدة ، لا يدخّرن جهداً في التفنن فيه ،ليصبح لباس شُهرة أكثر منه لباس "حشمه"
.
وبالطبع لن أتحدث عن ملابس غير المحجبات لأنها لا تفرق كثيراً بإستثناء المزيد من الجرأة و غياب"حجاب الرأس"
.
و المشكلة أن كل هذا الخطأ أصبح مُعتاداً إلى الحدّ الذي لم يعد معه معدوداً في خانات الخطأ ، فلو أنه لازال خطأ ماكان أي أب أو أم سيسمحن لإبنتهن بالخروج بهذا الشكل

انظر إليهن و اتعجب و أشعر بالرغبة في أن أذهب إليها وأسألها "هل وقع نظر أبيكي عليكي قبل خروجك؟"
.
وطبعاً لا يمكننا أن ننسى ، قدوم الصيف و سهرات البلاج و الكافيهات ، وتجد الفتاة جالسة بجوار حبيبها / صاحبها / جوزها إحدى يديها بيده ، وباليد الأخرى "الشيشة" تلك أيضاً أصبحت ظاهرة من الظواهر التي قاربت على بلوغ حدّ العادة وبعد أن كنت أدير رأسي لأتابعها عجباً و دهشةً ، أصبح نظري يقع عليها وكأني لم أراها
.
إلى أين يتجه مجتمعنا تحديداً؟ و أين تلك الصحوة الدينية التي خُيلت لنا ، لنجد أننا في النهاية أنغمسنا في سباتٍ أعمق و أشدّ ؟
.
لن أتحدّث عن الدين ، سأتحدّث عن "تقاليد المجتمع" التي كانت تستنكر في السابق كل هذا ، و أصبحت الآن تعتاده ، سأتحدث عن "حميّة " الرجال و "غيرتهم" على بناتهم و نسائهم .. غيرةٍ فطرية ماعاد لها وجود ؟
.
انظر لكل هذا و أمنع نفسي بشدة من التعليق ،
.
ارغب في أن أذهب للفتيات و اُعلق عليهن "أيه اللي أنتي لابساه ده ؟ "
.
"يابنتي اتكسفي على دمّك "
.
لكنّى اتراجع إحباطاً و يأساً
.
ونريد أن تستعيد تلك الأمة أمجادها ؟

على يدّ من ؟

أمهات و آباء يخجل الإسلام من انتمائهم إليه ؟
.
أتمنى حقاً لو أمكننا قيادة حملة أو اقتراح حلول نتمكن بها من مواجهة مثل تلك الظواهر و التي أخشى أن نتوقف يوماً عن نقدها أو الحديث عنها من فرط اعتيادها .

*
*
.

0 comments: