نوستالجيا

Tuesday, January 13, 2009


لا أعلم ما سر النوستالجيا الدائمة المسيطرة على جيلنا،على الفيس بوك على سبيل المثال نجد جروبز مثل "كل الحاجات بتاعتنا واحنا صغيريين فى التمانينات الشوكالاته والأغانى" تتحدث عن كل مايتعلق بتلك الفترة وذكريات الجميع معها،بدءً من الإعلانات ومباريات الكرة وبرامج الأطفال وبرامج التليفزيون والمسلسلات والأفلام ..الخ، وفي معظم المنتديات لابد ان يكون هناك موضوع أو أكثر عن حديث الذكريات وكارتون زمان وأفلام زمان وألعاب زمان ... يمكن يكون كل جيل بيحنّ لفترة زي دي في حياته ،أيام الطفولة والشقاوة واللعب،وأنا عن نفسي أشعر بسعادة غامرة عندما يُثار هذا الحديث أمامي،يمكن تكون فترة الطفولة من أكتر الفترات اللي بتسيب علامة في حياة وذاكرة الإنسان،فيحنلها بإستمرار ويفتكرها بإستمرار.



كنّا أينعم أطفال،لكن كانت حياتنا حافلة بما يليق بأطفال فعلاً،النوم بمعاد ،المذاكرة بمعاد التليفزيون بمعاد اللعب بمعاد،ونعمل كل ده في نفس اليوم،عادات ثابتة على مدار الأيام يوم الجمعة راحة وخروج وبرامج أطفال...سينما الأطفال والبرلمان الصغير... برنامج عالم الحيوان وحديث الشعراوي،طبعاً ده كان اليوم الوحيد اللي ممكن نقعد فيه قدام التليفزيون،باقي الأسبوع أيام الدراسة مافيش تليفزيون ... في مذاكرة ونوم وبس



وفي الصيف بقى اللعب والتليفزيون،ودلفي الصبح ومازنجر بعد الظهر،والراويات... الشياطين ال13 والمغامرون الخمسة ورجل المستحيل وملف المستقبل وفارس الأندلس وميكي ،ونحط مصروفنا على بعض عشان نبدل القصص من المكتبة كل يوم جمعة،وفي رمضان عمو فؤاد وبوجي وطمطم.



ماكنش في كل وسائل الرفاهية الموجودة دلوقتي ،القصص بنلاقيها بالعافية ولو المكتبة كانت قفلة يبقى مش هنعرف نبدل للأسبوع ،والتليفزيون مافيش غير القناة الأولى والتانية وبالعافية الخامسة،وفي الغالب مش بنعرف نتفرج على كل حاجة عشان نشرة الأخبار أو ماتش الكورة،والخروج يوم الجمعة والخميس وبس ،وباقي أوقات الفراغ ممكن نقضيها في لعب الشطرنج والسلم والتعبان أو بنك الحظ ، لكن كان الواحد بيبقى مستمتع فعلاً.... دلوقتي أما بفكر في الأطفال وبقول هم ممكن فعلاً يجي عليهم يوم ويبقوا زينا كده ؟عندهم نفس النوستالجيا،
بالرغم من إن وسائل الرفاهية عندهم كتير جداً ،لكن مش بحس إنهم أطفال مستمتعين بطفولتهم...قليل أما بشوف طفل بتنطبق عليه مواصفات الأطفال،حياتهم كلها بتدور في نطاق واحد الأغاني والأفلام والفيديو كليب،والشاتنج والموبايلات،



بقى صعب تضحك على طفل صغير بحدوتة من الحواديت بتاعة زمان،بقى صعب ترضيه بقصة صغيرة أو بوستر جميل ... يمكن من أسباب الحنين للفترات دي في حياتنا إننا مش حاسينها في الأطفال اللي حوالينا ... زي بالظبط حنينا الدائم لزمن لا عاصرناه ولا عشناه ،بس سمعنا عنه .... أكيد لو كان في وقتنا الحالي ماكنش حصل اللي بيحصل في غزة.



ويبدو إنه هيفضل للأبد الحاضر مرفوض والحنين... للماضي.



2 comments:

مجلة الأم الصغيرة said...

تحليلك و اختيارك للمواضيع يدل على عمق نظرتك
إلى الأمام
تقبلي مروري

La RoSe said...

قطرات من شواطئ الحياة

شكراً جزيلأ لإطرائك ولمرورك الجميل عزيزتي

ودومي بخير:)