ترقُّب

Wednesday, June 27, 2007

.
*
*
.
عهداً قطعته أيامي
.
ألا تغرقني بأحزاني
.
أن تُلزم قلبي بالصمت
.
أن تُفني أوراق ذاكرتي
..
أن تُبعد عن عمري اليأس
.
وبذاك العهد تدثّرت
.
وبكل الشوق ترقبت
.
أن تصدُق أيامي يوماً
.
أن أشهد تحقيق العهد
.
*
*

مرثية حلم

Saturday, June 23, 2007


.
فاروق جويدة .. ليس شاعراً رومانسياً فحسب ، بل كثيراً من قصائدة الوطنية تعجبني جداً .
واليوم قرأت "مرثية حلم"
لا أعلم متى كتبها تحديداً ،ولأي مناسبة ؟

لكن هذا لن يفرق كثيراً ، فحالنا لم يتغير من حينها إن لم يكن قد ازداد سوءً
.

.
دعني وجرحـي فقـد خابـت أمانينـا هل من زمان يعيـد النبـض يحيينـا
يا ساقي الحزن لا تعجب ففي وطنـي نهر من الحزن يجـري فـي روابينـا
كم من زمـان كئيـب الوجـه فرقنـا واليوم عدنـا ونفـس الجـرح يدمينـا
جرحي عميق خدعنـا فـي المداوينـا لا الجرح يشفى ولا الشكـوى تعزينـا
كان الـدواء سمومـا فـي ضمائرنـا فكيـف جئنـا بـداء كـي يداويـنـا
.
* * *

.
هل من طبيـب يـداوي جـرح أمتـه هل من إمـام لـدرب الحـق يهدينـا
كان الحنيـن إلـى الماضـي يؤرقنـا واليوم نبكي علـى الماضـي ويبكينـا
من يرجع العمر منكـم مـن يبادلنـي يوما بعمري ونحيـي طيـف ماضينـا
إنـا نمـوت فمـن بالحـق يبعثـنـا لم يبق شيء سـوى صمـت يواسينـا
صرنا عرايـا أمـام النـاس يفزعنـا ليـل تخفـى طويـلا فـي مآقيـنـا
صرنا عرايا وكل الأرض قد شهـدت أنــا قطعـنـا بأيديـنـا أياديـنـا
.
* * *

.
يوما بنينـا قصـور المجـد شامخـة والآن نسـأل عـن حلـم يواريـنـا
أيـن الإمـام رسـول الله يجمعـنـا فاليـأس والحـزن كالبركـان يلقينـا
دين من النـور بيـن الخلـق جمعنـا وديـن طـه ورب النـاس يغنيـنـا
يا جامع الناس حول الحق قـد وهنـت فينـا الـمـروءة أعيتـنـا مآسيـنـا
بيروت في اليم ماتت قدسنـا انتحـرت ونحن في العار نسقـي وحلنـا طينـا
بغـداد تبكـي وطهـران يحاصرهـا بحـر مـن الـدم بـات الآن يسقينـا
هـذي دمانـا رسـول الله تغرقـنـا هل من زمان بنـور العـدل يحمينـا
أي الدمـاء شهيـد كلـهـا حمـلـت في الليل يومـا سهـام القهـر تردينـا
القدس في القيد تبكـي مـن فوارسهـا دمـع المنابـر يشـكـو للمصليـنـا
حكامنـا ضيعونـا حينمـا اختلـفـوا باعـوا المـآذن والقـرآن والديـنـا
حكامنا أشعلـوا النيـران فـي غدنـا ومزقوا الصبـح فـي أحشـاء وادينـا
مالي أرى الخوف فينـا ساكنـا أبـدا ممن نخـاف ألـم نعـرف أعادينـا؟
أعداءنا من أضاعوا السيف مـن يدنـا وأودعونـا سجـون الليـل تطويـنـا
أعداؤنا من تـوارى صوتهـم فزعـا والأرض تسبـى وبيـروت تناديـنـا
أعدائنـا أوهمونـا آه كـم زعـمـوا وكـم خدعنـا بوعـد عـاش يشقينـا
قد خدرونـا بصبـح كـاذب زمنـا فكيـف نأمـل فـي يــأس يمنيـنـا
.
* * *

.
أي الحكايـا ستـروى عارنـا جلـل نحـن الهـوان وذل القـدس يكفيـنـا
من باعنـا خبرونـي كلهـم صمتـوا والأرض صـارت مـزادا للمرابينـا
هل من زمـان نقـي فـي ضمائرنـا يحيي الشمـوخ الـذي ولـى فيحيينـا
يا ساقي الحـزن دعنـي إننـي ثمـل إنـا شربنـاه قهـرا مــا بأيديـنـا
عمري شموع على درب المنى احترقت والعمـر ذاب وصـار الحلـم سكينـا
كم من ظـلام ثقيـل عـاش يغرقنـا حتـى انتفضنـا فمزقـنـا دياجيـنـا
العمر في الحلم أودعنـاه مـن زمـن والحلـم ضـاع ولا شـيء يعزيـنـا
كنا نرى الحق نـورا فـي بصائرنـا والآن للزيـف حصـن فـي مآقيـنـا
كنـا إذا مـا تـوارى الحلـم عانقنـا حلـم جديـد يغنـي فـي روابيـنـا
كنـا إذا خانـنـا فــرع نقطـعـه وفـوق أشـلاءه تمـضـي أغانيـنـا
كنا إذا ما استكـان النـور فـي دمنـا في الصبح ننسى ظلاما عاش يطوينـا
كنا إذا اشتد فينـا اليـأس وانكسـرت منـا السيـوف ونادانـا.. مناديـنـا
عدنـا إلـى الله عـل الله يرحمـنـا والآن نخجـل منـه مـن معاصيـنـا
الآن يرجف سيف الـزور فـي يدنـا فكيف صارت كهوف الزيـف تؤوينـا
هل من زمان يعيـد السيـف مشتعـلا لا شـيء والله غيـر السيـف يبقينـا
يا خالد السيف لا تعجب ففـي زمنـي باعـوا المـآذن والقـرآن راضيـنـا
هم من ترابك يا ابن العاص في دمنـا ثـأر طويـل لهيـب العـار يكوينـا
قـم يـا بـلال وأذن صمتنـا عــدم كل الذي كان طهـرا لـم يعـد فينـا
هل من صلاح بسيف الحـق يجمعنـا في القدس يومـا فيحييهـا.. و يحيينـا
هل من صلاح يـداوي جـرح أمتـه ويطلـع الصبـح نـارا مـن ليالينـا
هل من صـلاح لشعـب هـده أمـل ما زال رغم عنـاد الجـرح يشفينـا
هل من صلاح يعيد السيف فـي يدنـا ولتبتروهـا فـقـد شـلـت أياديـنـا
.
* * *

.
حزني عنيد وجرحي أنت يـا وطنـي لا شيء بعدك مهمـا كـان.. يغنينـا
إني أرى القدس فـي عينيـك ساجـدة تبكـي عليـك وأنـت الآن تبكيـنـا
آه من العمر جرح عـاش فـي دمنـا جئنـا نداويـه يـأبـى أن يداويـنـا
ما زال في العين طيف القدس يجمعنـا لا الحلم مـات ولا الأحـزان تنسينـا
لا القدس عادت ولا أحلامنـا هـدأت وقـد نـمـوت وتحييـنـا أمانيـنـا
ما أثقل العمر.. لا حلـم ولاوطـن ولا أمـان ولا سـيـف... ليحميـنـا
.

ده مافيش مكان للأمريكان بين الديار

Friday, June 15, 2007

بسم الله الرحمن الرحيم
.
1952 : 1973
.
لا شك أن تلك الفترة من الفترات الأكثر ثراءً بتاريخ مصر ، عندما أشاهد مسلسلاً أو فيلماً يتناولها أتمنى لو أنني ولدت في هذا الزمان ، وعايشت تلك الفترة بكل مافيها ... بهزائمها وانتصاراتها ،
لا أستطيع أن أمنع نفسي من الإندماج مع الأحداث حتى أنني و أثناء مشاهدتي لنشرات الأخبار مع والدي أكون على وشك بأنه أخبره بأن "عبد الناصر أمم القناة النهاردة" أو "إسرائيل وجهت إنذار لمصر" ،
.
أشعار الرائع بكل المقاييس "صلاح جاهين" لاتكف عن التردد بذهني
.
يا أهلاً بالمعارك
يابخت مين يشارك
بنارها نستبارك
ونطلع منصورين
ملايين الشعب
تدق الكعب
تقول كلنا جاهزين
.
و حكاية شعب
.
الحكايه مش حكايه السد
حكايه الكفاح اللى ورا السد
حكايتنا احنا
حكايه شعب للزحف المقدس
قام وثار
شعب زاحف خطوته
تولع شرار
شعب كافح وانكتبله
الانتصار
.
والرائع عبد الرحمن الأبنودي :
.
أحلف بسماها وبترابها..
أحلف بدروبها وأبوابها..
أحلف بالقمح وبالمصنع..
أحلف بالنجمة وبالمدفع..
باولادي بأيامي الجاية..
ما تغيب الشمس العربية..
طول ما أنا عايش فوق الدنيا
.
و
.
ابنك يقولك يا بطل هات لى النهار
ابنك يقولك يا بطل هات لى انتصار
ابنك يقولك ثورتك عارفة الطريق
و عارفة مين يا با العدو
و مين الصديق
ثابتة كما الجبل العتيق
حالفة ع الانتصار
.
يكفي أنك كنت بتبني بلد من الصفر
يكفي الإحساس بالقومية العربية واللي اصبحنا مفتقدينه دلوقتي
في فلسطين ... نحارب
وفي اليمن
وحدة عربية
دعم لثورات البلدان العربي
.
بأحسد الناس لأنهم كانوا أياميها مرفوعي الرأس ، يحق لهم يصرخوا بأعلى صوت أحنا عرب
حتى أيام النكسة ، كان في قضية عايشين عشانها ، الشعب كله عايز يحارب
الشعب كله فدائيين
.
وأموت أعيش
مايهمنيش
وكفاية أشوف
علم العروبة باقي
.
جمال عبد الناصر لم يكن يعني الثورة المصرية فحسب ،
بل الثورة العربية من أقصى الوطن العربي لأقصاه،
الزعيم العربي الوحيد الذي لم يكن يخلو أي منزل عربي في أي بلد عربي من صورة له ،
.
حتى الأناشيد الوطنية الآن أصبحت بلامعنى ولا طعم، تخرج فاقدة للإحساس ولمعنى الوطن ،
لأننا فاقدي الوطن والوطنية
.
انفصلنا تماماً عن قضايا الوطن العربي ، لانتذكرها سوى في المصائب فحسب ، لنثور قليلاً ثم يصبح كل هذا كأن لم يكن
.
الله يرحمك يا جمال
.
*
*

فضفضات

Tuesday, June 5, 2007

*
*
.
هل من الممكن أن تتغير قناعات شخص ما 180 درجة ؟ أن يتحوّل من النقيض للنقيض؟ سؤال يحيرني فعلاً ..
.
أسوأ مافي التعاملات و الإحتكاك بالعالم الخارجي ، أنها تكشف لك جوانب خفيّة داخلك لم تكن لتلحظها أو تعلمها عنك لولا هذا ، و في الغالب لا يبرز إلا السئ ، وكل ماهو سلبي ...
.
أن تكون بكل تلك القوة، و القسوة مع البعض
و بكل هذا الضعف مع البعض الآخر
.
متناقضات عدّة تجتمع لتُغرقك بحيرة لا متناهية ،
جميعنا نحمل نفس متناقضة ، ننتقد أمور نفعلها باليوم التالي
ونُجيد ابتكار مبررات و أسباب ليس لأجل الآخرين فحسب ، بل لأنفسنا كذلك
.
*
*
.
كثيرون يتعاملوا على أساس أنهم أذكى من خُلق على تلك الأرض ..
وتلك واحدةً من الصفات التي أكرهها فيمن يتعامل معي
لأنني أجيد فهم المواقف لأبعد حدّ ، وتحليلي للأمور لم يخذلني يوماً
.
فترفّقوا بي وكفوا عن الغباء
.
*
*

آخر الزمان !

Friday, June 1, 2007


.

يبدو أننا حقاً في آخر الزمان ، بالرغم من أنني أرى نفس المشاهد كل يوم إلا أنني بمرآها لا أستطع منع نفسي من الإندهاش خاصةً و أنها باتت شديدة الإنتشار، لا أعلم حقيقةً ما الذي تفعلنه الفتيات بالظبط ، وإلى أيّ حدّ سيصلن ، بعد أن كانت الفتاة تتوارى خجلاً إذا ماكانت على علاقة بأي شاب ... تحاول جهدها إخفاء الأمر عن عيون المحيطين ، أصبحت لا تجد حرجاً في إبراز علاقاتها دون خجلٍ أو حياء ، محاولاتها لمداراة الأمر كانت تدل على علمها و يقينها من أنها على خطأ ، لكن غياب حرصها على هذا بات يدلّ على أنها ماعادت تبالي أو أنها ماعادت تجده بالأمرٍ الخاطئ ، والمشكلة أن المجتمع يتقبّل كل هذا ولا نستمع سوى للإنتقادات فحسب دون أدنى محاولة للتغيير
.
و ليس هذا فحسب ، بل جرب قليلاً السير على الكورنيش في أي وقت سواء في وضح النهار أو في عتمة الليل ، وستشعر بإشمئزاز لا حدّ له مما تشاهده من مناظر تخجل أنت نفسك من النظر إليها ، أحضان وقبلات و ضحكات ولمسات ، وأفعال غاية في الحقارة لا أجد فعلاً كلماتٍ لوصفها ، و كل هذا في أي وقت و أي مكان و أمام الناس عادي ، لاتشعرن بالخجل و لاتخشين حتى من الفضائح ، بلاااش ، ادخل الحرم الجامعي...

لم يصبح حرماً جامعياً بل أصبح" ملهاً جامعياً" ، يُمارس فيه أي شئ و كل شئ ..

ناهيك قطعاً عن ملابس الفتيات المحجبات منهن و غير المحجبات ، طيب غير المحجبات سندعو لهن بالهداية ، لكن المحجبات ماذا نفعل لهن ؟ لو أن الحجاب بالطريقة التي يرتدونه بها ، فلا نريده ،
.
الفتاة ترتدي "جيب" قصير يادوبك تحت الركبة بسنتيمرات ، و "السابو" المكشوف و "البادي" التوب و الحجاب فوق رأسها ؟
أو البنطلون الجينز "المتسقط" و البادي "الكات" أو "النص كم" و تحته بادي "كارينا" شديييييييييييييييد الضيق
.
وإذا ما أرادت الواحدة منهن أن تبدو أكثر حشمة ،ترتدي فستان"شيفون" قصير يكشف أكثر ما يُخفي ،
.
واسمهن في النهاية محجبات ، حتى من يرتدين "الإسدال" و الذي انتشر منذ فترة ليست بالبعيدة ، لا يدخّرن جهداً في التفنن فيه ،ليصبح لباس شُهرة أكثر منه لباس "حشمه"
.
وبالطبع لن أتحدث عن ملابس غير المحجبات لأنها لا تفرق كثيراً بإستثناء المزيد من الجرأة و غياب"حجاب الرأس"
.
و المشكلة أن كل هذا الخطأ أصبح مُعتاداً إلى الحدّ الذي لم يعد معه معدوداً في خانات الخطأ ، فلو أنه لازال خطأ ماكان أي أب أو أم سيسمحن لإبنتهن بالخروج بهذا الشكل

انظر إليهن و اتعجب و أشعر بالرغبة في أن أذهب إليها وأسألها "هل وقع نظر أبيكي عليكي قبل خروجك؟"
.
وطبعاً لا يمكننا أن ننسى ، قدوم الصيف و سهرات البلاج و الكافيهات ، وتجد الفتاة جالسة بجوار حبيبها / صاحبها / جوزها إحدى يديها بيده ، وباليد الأخرى "الشيشة" تلك أيضاً أصبحت ظاهرة من الظواهر التي قاربت على بلوغ حدّ العادة وبعد أن كنت أدير رأسي لأتابعها عجباً و دهشةً ، أصبح نظري يقع عليها وكأني لم أراها
.
إلى أين يتجه مجتمعنا تحديداً؟ و أين تلك الصحوة الدينية التي خُيلت لنا ، لنجد أننا في النهاية أنغمسنا في سباتٍ أعمق و أشدّ ؟
.
لن أتحدّث عن الدين ، سأتحدّث عن "تقاليد المجتمع" التي كانت تستنكر في السابق كل هذا ، و أصبحت الآن تعتاده ، سأتحدث عن "حميّة " الرجال و "غيرتهم" على بناتهم و نسائهم .. غيرةٍ فطرية ماعاد لها وجود ؟
.
انظر لكل هذا و أمنع نفسي بشدة من التعليق ،
.
ارغب في أن أذهب للفتيات و اُعلق عليهن "أيه اللي أنتي لابساه ده ؟ "
.
"يابنتي اتكسفي على دمّك "
.
لكنّى اتراجع إحباطاً و يأساً
.
ونريد أن تستعيد تلك الأمة أمجادها ؟

على يدّ من ؟

أمهات و آباء يخجل الإسلام من انتمائهم إليه ؟
.
أتمنى حقاً لو أمكننا قيادة حملة أو اقتراح حلول نتمكن بها من مواجهة مثل تلك الظواهر و التي أخشى أن نتوقف يوماً عن نقدها أو الحديث عنها من فرط اعتيادها .

*
*
.